📝:حبیب الله التيمي، خادم التدریس الجامعة الرحمانية سمي غجرات الهند
======================
من كان لديه أدنى اطلاع على الأحوال العالمية و شيء من إلمام بالحقائق الأرضية يعترف بأن كل ما يجري في العالم من الأحوال لا يجدر بأن يحمد و يذكر على أحسن وجه، لأن الأحوال الطارئة على صفحة الأرض من حيث الأمن والأمان لا تسر من كان في جسده ضمير حي. يرى كل منا بعينه و يتعرف من خلال التواصل الاجتماعي كل يوم على أن مسلمي فلسطين يعانون من صنوف الأذى و شتى العذاب منذ شهر فصاعدا، فلا يجدون من يدفع عنهم قنابل إسرائيل سوى الله عز وجل. و ثمة عديد من الممالك الإسلامية التي ترسل المساعدات المالية و توفر كل التسهيلات للتدفين والتكفين عبر الشاحنات المليئة بالأكفان والمحملة بالبضائع الأخرى ، لكنها لا تفعل شيئا لردع جور إسرائيل عنهم سوى إلقاء بعض الكلمات التي تحمل في طياتها أسلوب الذم فقط. تقذف إسرائيل القنابل و الصواريخ وما إلى ذلكم من المواد المتفجرة على الأطفال، والصبيان، والنساء والرجال الضعفاء والمرضى، بل لا تترك المستشفيات والمراكز الصحية التي يلجأ إليها الناس بهدف أن يكونوا مأمونين من الحملة العشوائية. هناك عويل،رفع الصوت بالبكاء و الصياح،دوي المدافع والقنابل و زخة الرصاصة والبندقية، يموت الأطفال و تموت معهم أمهاتهم، فآبائهم يبكون على موت أهلهم و ذويهم و يدفنون بأيديهم أزواجهم و أطفالهم،والزوج يموت وزوجته حية تبكى على جسده الخالي من الروح والطفل ينظر إلى أبيه فهو ملطخ بدم لا يتكلم و لا ينظر إلى طفله الباكي لكونه قد لفظ نفسه الأخيرة، و الأب يبكي على إبنه الذي قد أخرج من أنقاض البيوت المحطمة، فلا حراك به. والبقية من الناس يفقدون الآن كل ما يحتاج إليه الإنسان من المواد الغذائية و الأشياء الضرورية للأكل و الشرب.
مما يؤسف له أن المسلمين في فلسطين يموتون كل يوم بأعداد ضخمة لأجل القنابل و الصواريخ التي تلقى من قبل إسرائيل بإسم الدفاع عن وجودها و الذود عن حياضها و لا سيما الذب عن حدودها و أراضيها من حملة حماس. ومن اللافت للنظر أن كل ما قام به حماس من الحملة العشوائية على إسرائيل يصطدم مع الشريعة الإسلامية ،لأنها لا تسمح لأحد بأن يقوم بعمل يسود من أجله الفوضى والدمار و نقض الأمن في المجتمع وتحدث البلبلة في صفوف المسلمين. من كان له شيء من إلمام بالحقائق الإسلامية لا يفر من الإعتراف بأن حماس قد أحدث أوضاعا متدهورة في فلسطين من خلال عمليته الشنيعة و دعا إسرائيل إلى هجوم جوي بالطائرات في فلسطين و شن الغارات على أهليها. من يستمر في مطالعة الأخبار العالمية كان على دراية بأن حماس بعد ما قذف الصواريخ على إسرائيل في مستهل شهر أكتوبر لبس لباس الصمت و لجأ إلى عدم التحرك، فلم يفعل شيئا، بل مهد الطريق للصهاينة لكي يحتلوا على مزيد من الأراضي الفلسطينية و يقتلوا أهالى فلسطين كيفما يبدو لهم. من أجل جرائم حماس البغيضة قد صار عديد لا بأس به من مسلمي فلسطين ضحية حملة عشوائية لإسرائيل. ففي مثل هذه الحالة يجب على كل من لديه حماسة للدين و حمية للمسلمين أن يرفع يديه ويتضرع إلى الله سائلا منه العون والنصرة للذين يعيشون في فلسطين، لأنه ناصر من لا ناصر له و هو الذي يقبل التوبة و يعين عباده المخلصين و يسد حاجاتهم و يساعدهم في الأحوال السيئة و المسائل المعضلة، فإليه المشتكي و عليه التكلان.
.....................................
٣١/١٠/٣٠٢٣ قبيل الفجر
No comments:
Post a Comment